mercredi 29 janvier 2025

لبنان أقل من وطن

 

لبنان أقل من وطن

مدريد : مصطفى منيغ

الدولة حيِّز جغرافي حدوده معترف بها دوليا يقيم داخله عدد من الناس ارتبطوا به لكثير أسباب، منذ أزمنة أوصلتهم عراقتها للالتفاف على تدبير ابتكروه أسلوباً لتنظيم شؤونهم العامة أطلقوا عليه دولة كقاعدة انتساب . الوطن إقامة نبتة بشرية ساقتها القدرة الإلهية لحكمة تعمير نفس الحيز المذكور لتأسيس كثرة يتسنى بها التفرُّد بهَوِية لها مع الوقت تصرفات وَحَّدَهَا التّْكرار لتصبح أعرافاً وتقاليد ممزوجة بالموقع مُناخاً وتضاريس ومياه أنهار وشُطئان بحار مجتمعة تحت اسم يعود اختياره لظروفٍ غالباً تكون غير محدّدة وأخرى صًبغًها حادث ما ليحافظ على ما يرجع لها تشريعاً أصيلاً من  سيادة و نفوذ تراب ، لذا الوطن لبّ الدولة وأساس تواجدها ومستودع بقائها ودعامة تطورها أو تقهقرها إن أصابها من ذات الدولة ما أصاب ، الوطن بالنسبة للدولة روح لها كجسد به تستمد مقومات الاستمرارية ناشدة الاستقرار وبه تواجه الأعداء وتحتضن الأحباب ، تنعم بحصانة الدفاع عن حقوقها مهما تعرضت للخطر وبه تحظى بالاندفاع المشروع للتعبير عن أحقية التقدم كما تدعو الطليعة المبنية على التنافس في مجالات استخدام العلم النافع المُحَصَّل عليه لجعل الحياة كما أراد لها خالقها مفعمة بالخير والصلاح قادرة على القيام بمسؤولياتها كما وجب . فهل لدولة لبنان وطن أم تجمع يُقَادُ بألف رأي وألف اتجاه وألف توجُّه إلى التفاخر بامتلاك أسمى المناصب ، والتنافس الثلاثي المسيحي السني الشيعي على الانفراد بالدور العقائدي الهام المناسب ، وفي نفس الوقت (كتناقض مكشوف) العمل على تخفيف مسك قيم الإيمان بنية الإخلال بتعاليم قارضة وحدة الرؤى لمصلحة المؤكد أن يكون عليها الانكباب ، لحل خلافات بإتباع أصح الصحيح وليس الأخذ بنسبة كل فريق من الثلاثة لتنمية أتباعه بما يقوِّي سرية النفور من الاثنين الآخرين عند مراجعة تقاسم الحساب ، السني غير الشيعي والمسيحي شيء مغاير تماما لن يتفقوا على تسيير دولة ولو كانوا عابدين نفس الرب ، فلكل منهم شعائر إن طبِّقت كما تتضمَّن لا أكثر ولا أقل أغضبت الطرفين المشاركين بدرجات تنفيذية أو تشريعية متفاوتة وإن كان بينهم الدستور المانح رأس الحكم لمن أقره بتعداد المنتمين اليه كالدين الأغلب ، لكنه اختيار أبعد بمراحل عن العقيدة الإسلامية وإلى الانحياز  للعلمانية أقرب ، فكيف يكون مثل التفضيل مبتغى وطن من بينه التقاة المُبعْدون وهم لفضل الفضل لا يستحقون أي انتداب ، وفي المقابل هناك المتربِّص مَن طمع ِّمستغلا الوضعية ليقسمها شطرين إحداهما له فكراً وانتماءاً وانطلاقاً لتوسع أكبر لأوقات خاصة لها يُحَضِّر تستحقُّ منه لسموِّ قوَّته أن يحضرَ كاجتهاد ختمه نفس مآب ، ومع ما حصل بالفعل لم يعد للبنان وطن بل حيِّز معروف وهنه وضعفه يساير الأيام منتظراً مَن ينقذه من مصيبة الاحتلال الغريب الأغرب ، زعماؤه لبنانيون بشهادات ميلاد وتعلقهم غير المحدود بمن هو عنهم  غريب ولا عجب ، لغة وهنداماً وشعارات وتقاليد وأعرافاً وكل شيء ، فقط ما يجعلهم مِن حَمَلَة سلاحٍ مشهورٍ في وجه مَن يطالبهم بالعودة إلى لبنان وبوطن الجد والأب .

 ... بقي الصَّدع المُستحدث ينموا ليتفوَّق على الأصل بل يحرمه القرار الوطني مهما كان الظرف في حاجة اليه ، فيبدوا أن الفرع الملوَّن بالسواد الجاعل من الاصفرار الفاقع عنوان وجوده السياسي العسكري يزحف لتكوين وطن جديد بقوانين دولة موجودة لا حول لها ولا قوة ، المسألة كانت في حاجة إلى وقت لكن فرنسا (أوربا) وإسرائيل (الولايات المتحدة الأمريكية) فطنا ولو بتأخير مقصود) أن سكوتهما وتلك القرحة تهيمن على أكثر من نصف التفاحة سيجعل من لبنان دولة مُغيَّب عنها وطن ، مصابة بعدوى هي نفسها انتقلت في محاولة إعادة الكرة كنسخة موالية داخل العراق ، وواصلة لا محالة لمملكة البحرين قاعدة أمريكا العظمى الموجهة حسب خبراء الاستعلامات المحترمة صوب عرب المشرق وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية مسجلة حتى مقياس تنفس تنفسهم من الهواء ، ليتم تكليف إسرائيل من غير كلل حتى تسوى الأرض بمصدر تلك الموصوفة عندهما بالعلة الخادمة جهة لها مع إسرائيل وقبلها أمريكا والغرب وخاصة المملكة المتحدة عداء له مجلدات من الشروح والتفاصيل ، فكان الاجتياح الصهيوني وما دار فيه من أحداث استباحت من خلالها ارض لبنان الدولة اللبنانية وليس الوطن اللبناني ، إذ لا هي ولا مَن هم أكبر من إسرائيل حجماً وقوة ًيستطيعون استئصاله من تلك الأرض ‘ الأمر محتاج فقط تطهير الدولة من عناصر تجاوزها الزمن ومنهم المخلص لأمركا والآخر لإيران وإذا التقي الساكنان النتيجة تكون معروفة على ضبط النحو العربي الدقيق الظاهر الصريح . 

   مصطفى منيغ

samedi 25 janvier 2025

السعودية لآخر ورقة نقدية

 

السعودية لآخر ورقة نقدية

مدريد : مصطفى منيغ

الرئيس ترامب قد يُلزِم المملكة العربية السعودية باستثمار أكثر من 600 مليار دولار داخل أمريكا مع تخفيض سعر النفط كمرحلة أولى تتلوها مراحل وتأكيدا ستلبي هذه الدولة المسلمة العربية مثل الإلزام مضاف اليه قبلة طويلة عريضة تطبعها على الراية  الأمريكية المرفرفة فوق رأسها معبرة عن المفهوم لدى العرب من الخليج إلى المحيط كثيراً وقليلاً غير المفهوم ، الرئيس ترامب لا يُلام ببحثه عن ايسر الطرق لجلب منافع قيِّمة لبلده وخدمة لبرامج يريد بتنفيذها أن يُعوض أمريكا دولة وشعباً ما خسِراه في الأربع سنوات الماضية كأمرٍ بإرادة الأقوياء فكراً وسياسةً مختوم ، وهكذا تبرهن المملكة العربية السعودية للمرة الألف بعد الألف أنها أبعد ما تكون عن زعامة المسلمين العرب دولاً وشعوبا لعدم التحكم حتى فيما يخصها وأهمه المال كأغلى محور للسيادة الفعلية المفروض أن يُخَصَصَ صرفه أو استثماره بقوانين تحمي حقوق السعوديين وتنمي ما هم في حاجة لتنميته والدفع بأشباح فاقة أصبحت تلوِّح على سطح مجتمعهم  في بعض الجهات وتقرِّبهم يوماً عن يوم لما يترتَّب عن ذلك من هموم ، حكام ذاك البلد اختاروا ما يناسبهم مهما نأوا به عن محيطهم البيني ولغتهم والأمَرّ من ذلك العقيدة المتحملين مسؤولية تصريف شؤونها المرتبطة بتوقير واحترام تعاليمها الجاعلة من المعتنقين لها عن إيمان راسخ أَوْلَى بتقاسم الخيرات وتعميم التضامن في السراء والضراء ورفع الأهمية لإزاحة المنكر بكل صنوفه مهما ظهر علانية أو عن تستُّر بين أطراف المؤمنين حكاما أو محكومين يحوم . كان على السعودية انطلاقاً مما ذُكر الاستثمار الأحق بالجوار والأردن من الأخيار بشهادة العموم، أو في مصر العزيزة أم هو الأجنبي مَن يحظَى بالأسبقية المُطلقة طناً من السعودية الرسمية انه القادر على حمايتها أو بالأحرى تحصين حكامها من غضب إرادة لا تُقهر نابعة من شعب حالما يقرِّر تحرير كيانه ممَّا أذاقوه  هؤلاء من مذلة تفوق ألم تجرُّع أخطر وأفتك السموم . والسؤال المطروح بعناية قصوى الآن لدى كل العقلاء في المحافل الدولية وبعدها المحلية أهو مال الشعب كي يقرر مآله أو ملكية خاصة لطبقة حاكمة تبدده كما تشاء والجواب ذاهب لا محالة لتغليب الوصف الأخير جاعلاً الشعب في الموضوع آخر مَن يعلم بادي على معظم وجوه الواعين منه وما أكثرهم بعمق الحقائق الوجوم .

... قد تكون تلك المبالغ الهائلة موجهة لخلق مشاريع تخفف من وطأة ما تعرَّضت اليه أمريكا من كوارث طبيعية غير مسبوقة ومنها ولايات ست تعاني من شبح الضياع  الزاحف بغضب لا يراعي التخفيف بل التصاعد في تضييق الخناق وتلك مظاهر لم تألفها تلك الولايات الست من قبل على امتداد سنوات طويلة ماضية ، وإن كانت النار أتت على معظم مقاطعة  لوس أنجليس حرقا وتشريدا لأهاليها وهم من أغنياء أغنياء أمريكا على الإطلاق ، ففي الولايات الست المشار إليها لاحقاً عاقبها البرد المفرط وتهاطل الثلوج بكثافة مدمِّرة ، ليسجل المِحرار 25 درجة تحت الصفر ، الولايات الست (حيث يُواجه أكثر من 60 مليون من الأمريكيين حالة طوارئ قد تستغرق لبعض الوقت) وهي كنتاكي وفرجينا ووست فرجينيا، وكانساس واركانساس وميسوري .

... المسالة تجاوزت الصدف غير المرغوب فيها المرتبطة بظروف يمكن التغلب على مخلفاتها ، تجاوزت عن اختلاف كلي قد يجعل الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بما شعر به معظم سكان غزة وهم يتلوون في الطرقات جوعاً ومن فوق رؤوسهم بنادق قناصة يختارون من يسقطوا منهم والدم يصبغ وجوههم بالأحمر التارك في مذكرة تاريخ الصهاينة الأسود ما سيؤدون ثمنه غاليا آجلا وعاجلا ، ومعهم تلك الإدارة الأمريكية التي ساعدت ومولت وخططت لتتم اكبر مجزرة في تاريخ الإجرام الدولي ، الثمن بدأ ببروزه انطلاقا من لوس أنجليس وما لحق ولايات الوسط من تلك الدولة التي أصبحت في حاجة لأموال السعودية كي تلبي متطلبات أعمار ما احترق أو تدمر أو انهار ، علما أن أموال الدنيا كلها لن تسعف أي ظالم تحدى عظمة الخالق الذي لا يملك أي مخلوق مهما ملك إلا الاستكانة لتلقي أمر كائن بين الكاف والنون عند القادر على كل شيء سبحانه وتعالى الحي القيوم ذو الجلال والاكرام ، أقول هذا وأمري لله .

   مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنس – أستراليا

سفير السلام العالمي

العراق لباب انتفاضة يطرق

 

العراق لباب انتفاضة يطرق

مدريد : مصطفى منيغ

لم يعد الشرق الأوسط العربي منساقا لما ألف من ادعاء الطاعة العمياء للولايات المتحدة الأمريكية كلما وُضِعت جل دوله على محك الاختيار ، وهذه المرة بجدية لا تقبل من يتأخَّر ، أو إعادة في الموضوع ذات الاستهتار ، فزمن التخفِّي وراء العجز والوهن وقلة الحيلة وتَصَنُّع عِلَلِ الاستنفار ،  لم يعد منفذاً سليم العواقبِ ولا مُنقِذاً مِن أي انهيار ، إذ الحيِّز بأُكمله مُقبل على مراحل قد تهدُّ غالبية الديار ، على مشيديها بالظلم والاستبداد ونشر عوامل الضغط باستعمال القبول بالموجود أو التعرض لدنيئة الاحتقار ، مادامت الشعوب هناك جرَّبت الصبر ، والنضال بين كر وفر ، وترك واجب التصدي للمنكر لظرف آخر ، ولم ينفعها غير الذي لن تجدَ معه أي مَفَر ، إما تصفية التدبير مِن الطغيان المُدَبَّر أو الانفجار .

... ماذا ينقص العراق وهي دولة علَّمت دولاً معنى الرقيِّ والازدهار، في بدءٍ طَغَى الجهل فيه داخل أمصار ، لتتبارَى باقتتالِ لاجتِرار تعويضِ مُقبِلِ أيامها في خمول لازدراد غنائم تُشبع البطون بمجون كل ليلة وتهمل ما يوضِّحه من تكدس شرورٍ أي نهار ؟؟؟ . ماذا ينقص العراق والموروث فيها مِن الأمجاد ما يملأ الدنيا بالاعتزاز والفخار ؟؟؟ ، ما دهاها لتُترَكَ ككرةٍ تتقاذفها أرجل دخلاء لتصريف بين أجزاء لها صنوفاً من البلاء وصبغ نصف فضائها بلون القار؟؟؟ . وتركها عرضة للأوساخ كأنَّ مياه دجلة والفرات جفَّت بلا هوادة تاركة ما يُروَى عنها من شؤم أخبار ؟؟؟ ، وحقائق طوتها ما أُلحِق ببند معلومات تُحسب على صلب أسرار ، من طرف عملاء أجورهم مدفوعة بسخاء لمساهمتهم في طعن بغداد عشرات المرات من كربلاء والموصل والبصرة وقافلة الأسماء كل وقت تضم الأكثر ؟؟؟ . الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد مسؤولة في عهد الرئيس ترامب على العراقيين ولا وقت لها لتخطيط مستقبلهم ليكونوا  أو لا من الأمم الأخيار، مهمتها انتهت بإسقاط مَن حاربت بشراسة من أجل إسقاطه وما شعرت بالحرج لأنها من تعداد أكبر الكبار ، الذين استباحوا حرمة وكرامة وشرف دول جعلت بتصرفاتها حكماً وسياسةً من أصغرِ الصِّغار، فعلى العراقيين الخروج مما وقفوا عند نقطة طفحت بثرثرة عقيمة حول سطح يتجاهل عن فعلِ فاعلٍ الجَوِهَر ، وإعلان العزم بعد ترك نفس الحوار غير المُجدي المُكرَّر ، بين بعض رموز لم تعد بما بالغت فيه من تجاوزٍ أن تكون في عرس النهوض المبارك زوجاً لمن ليست له تجوز لنظافتها من انحياز وانفرادها بمصلحة العراق الحر ومواطنيه الأحرار . على العراقيين وقد عُرِفوا بالنجباء أن الحال لم يعد يسعف مَن أصيبوا بشعاع يوهم البقاء على ما هم عليه من خيبة تتعاظم حتى تؤدي لذاك الانحدار ، المستغَل من صيادي مثل الوضعيات العائدة عليهم بالتدخل البطيء أو السريع المتقمصين دور المنقذين وهم لب الخراب متى انكِشِفَ أمره تحوَّل لسراب ومعه مصير بلد قد تبخَّر ، هناك الملايين من العراقيين المهاجرين عبر القارات للابتعاد عن فوضى ملشيات مسلحة ما همها الوطن ولا احترمت ماضيه ولا تطلَّعت لحقه حيث المفروض أن يكون في المقدمة عن جدارة واستحقاق يعمه الاحترام والتقدير والإكبار ، فقط المساهمة في إفساد الفساد وبدون زرع يطالبون نصيبهم من الحصاد وبيع ضميرهم بقليل مال والمتهالك من عتاد  والتباهي بترديد شعارات ما حرَّرت ولا طهرت ولا شيدت فقط  منساقين بها خلف من حسبوا مصدرها زئير أسد وهو في الواقع نعيق حمار . فإلى متى يظل هؤلاء أصحاب ضغط على من يدعي أنه من طرف الشعب مُختار ، وهو يخفي الضحك على نفسه إذ الشعب أبعِد عن صلاحية الانتقاء بتسرب المندسين خلف ستار ، شفاف من جهتهم لقنص أي معارض وشديد السواد من الجهة المطلة على العامة لتمشي وراء أي تجربة والسلام مادام الكل في الكل من المتقدمين  أرقاماً مهما تباينت أسماؤهم مجرد أعمدة معادلة واحدة لفرض إبقاء الحال على ما هو عليه بحكم الأجنبي ذي الدرع الطويل  على المحلي الأصيل ريثما يصل جيل العراق للعراقيين والباقي مجرد سوَّاح خارج بلده ساح  لا غير .

   مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنس – أستراليا

سفير السلام العالمي

lundi 20 janvier 2025

خطاب العرب فيه وعنه غياب

 

خطاب العرب فيه وعنه غياب

مدريد : مصطفى منيغ

برزانة ملحوظة وتماسك بَيِّنٍ وهدوء مُناسبٍ للحدث التاريخي الهام في حياة الديمقراطية الأمريكية ، المنتصرة لحدٍ ما على مرحلة فتور كاد أن يعصف بمقوماتها ومنها الدستورية ، لولا استدراك الأمريكيين الموقف فعمدوا مهما كانت اتجاهاتهم السياسية  إلى إصلاح ما أفسدته مرحة الأربع سنوات الأخيرة أو كادت وصولا لمثل مواقف عديدة مُزرية ، تحدث الرئيس ترامب وكله ثقة في نفسه معلناً عن قدرته على التغيير صوب الأفضل منذ تلك اللحظة  بعد أدائه القسم التي يعتبر الولايات المتحدة الأمريكية وكأنها حصلت على استقلالها ، بعد قيد لازم معصمها لدرجة لم تعد قادرة معه حتى التمكُّن من إطفاء نيران لوس أنجليس المشتعلة حتى اللحظة التاركة أثرياء أمريكا بدون مأوى  ومنهم من حضر هذا الاحتفال ، بالإضافة لكوارث جوية تشهدها ولايات أخرى تعاني ، لم يكن الرئيس ترامب راغباً في إخفاء غضبه من تقصير إدارة بايدن وفشلها برئاسته مما ترك الولايات المتحدة تصاب بانحدار في مكانتها عبر العالم ، الأمر المنعكس سلباً على الداخل الأمريكي عامة ، فجاء الخطاب في المُجمل بمثابة الإدانة الصريحة للرئيس السابق جو بايدن ، وما التصفيقات الحارة المتتالية التي كان الجميع يقاطعون بها فقرات الخطاب القريبة من المعنى ، سوى تأييد جماعي أن المرحلة السابقة المعنية ،  كادت تُدخل أمريكا في دوامة من الضُّعف ، ممَّا قد يعرِّض هذا البلد العظيم للخطر بالرغم من مبادئ تركها رواده الأوائل راسخة في دستورها وتقاليد اندفاعها لتكون الأحسن مهما كان المجال عبر المعمور ، تلك المبادئ الذي أتى الرئيس ترامب كما يدَّعي للانطلاق بها نحو توسيع أفاقها لتكون أمريكا ودوما في المقدمة وهي واضعة رايتها فوق المريخ قريبا ، وعاملة على استرجاع أمل التفوق على صناعة السيارات ، وتصريف ما تحت أقدام الأمريكيين من طاقة لانجاز تدبير من شأنه تخفيض الأسعار ونشر الثراء بينهم ، والكل ممكن من هذه اللحظة والمواجهة مع الإصلاحات الضخمة تتم بإبداع للحلول وسرعة في تنفيذها حتى تعود أمريكا كما يجب أن تكون في مأمن وسلام كما يقول ترامب .

...  الخطاب من حيث العمق يذهب لوضع نهاية للسيطرة والنفوذ الإسرائيليين على القرارات الأمريكية أكانت ضغطاً داخلياً من جراء تدخُّلٍ لعبَ دوره السلبي في توجيه تدبير الشأن العام خادماَ مصالح الصهاينة الضيقة الاقتصادية / المالية ، أو إتباع سياسة خارجية تُبقى منطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد باستمرار على طبق ساخن بتمويل شبه كامل للخزينة الأمريكية وتأييد شبه خرافي لإرادة إسرائيل في فرض أحلامها المرتبطة بتوسيع احتلالها لأراضي عربية من أجل تأسيس دولة يهودية بين الفرات والنيل ، بداية ولوج نهاية مثل الانحياز المسبب لأمريكا خوض معارك مكلفة وحصد كراهية الملايين المسلمة العربية للدولة الأمريكية ، أن الخطاب لم يذكر اليهود ولو بكلمة واحدة ومثل التصرف قابل به العرب قاطبة باستثناء ما ذكره ملمحا أنه لولا الموقف الحازم الذي اتخذه لما تم وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وفي مثل التصريح ولو القليل الجمل ما جعل الرئيس الأسبق بايدن يغرق في الإحراج المُنهي به كشهادة فشل توشِّح صورته عبر التاريخ بسواد الانحناء لإرادة إسرائيل بكيفية غير مسبوقة ، وبإعلان ترامب ضمن خطابه أن أمريكا لن تدخل حروباً وأن عناية إدارته ستنكب كأولوية للشأن الداخلي الأمريكي ومنها الإجراءات الصارمة تجاه الهجرة غير الشرعية وإبقاء المكسيكيين على وجه الخصوص في وطنهم المكسيك ، وأيضا لتوسيع جغرافية أمريكا بضم قناة بنما التي قال غنها ترامب أنها فُتحت بأموال أمريكيا وأرواح أكثر من ثلاثين ألف مواطن أمريكي ، إذن أمربكا أولى بها لقد وهبتها آنذاك للبنميين وليس للصين . لقد ذكر الرئيس ترامب الكثير والأيام القليلة القادمة كفيلة بالحكم علي مصداقيتها من عدمه ، وبالمناسبة على عرب المشرق الاعتماد على أنفسهم ما تمكنوا من ذلك ، أمريكا ستنشغل عنهم فيما تراه ينقدها مما أوصلها الرئيس السابق إليه . على القادة العرب التفكير في العلاقة التي ستسود بينهم وشعوبهم الجديدة بكل المقاييس ، وأن يجتهدوا لإبعاد بلدانهم عن قلاقل بادية في الأفق لا علاقة لأمريكا بها أصلا ، ومن كان يعول على الرئيس ترامب فلينسى ، إذ الرجل منكبّ على ترك الولايات المتحدة الأمريكية مجرد رجل وامرأة الشيء الثالث لم يعد له مجال من الإعراب في هذه المرحلة وأمركا مقبلة على تعيير كبير وضخم ، لأنها ترى فيه الحل لاستمرارها أول الدول تقدما في العالم .

مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنس – أستراليا

سفير السلام العالمي

كندا بريئة منك يا هذا

 

كندا بريئة منك يا هذا

مدريد : مصطفى منيغ

وأخيرا تَجَلَّت الحقيقة نوراً يُعيد تَمَكُّن الإيمان الصادق في قلوب بعض العرب ممَّن تخلفوا عن مناصرة غزة بالملموس، ليزفّ الصمود النابع من صلب القضية المصيرية لشعب فلسطيني مُسلمٍ عربي يكافح من أجل الحفاظ على كرامته وأرضه مستقلة حرة بتضحية ألاف الشهداء المنعَّمين عند ربهم في جنة الفردوس ، ويُنوِّه بما لحِقَ بالمتخاذلين المتحالفين منذ بداية طوفان الأقصى مع الباطل مِن سقوطٍ بوقْعِ رَشِّ محلول النصر المبين على جموع المهزومين المُشبَّهين بحشرات الناموس ، إذ الحق مع الزمن مهما طال فوز محقَّق ومَن يواجهون عكس تياره هُم أجساد خشبيَّة تُطْعِمُ السوس ، لتتهاوى جوفاء مِن الداخل بين مستنقعات الحسرة والندم يَعافها حتى المجوس . انتصرت غزة منذ انطلاقة ثورتها المجيدة ضد طغيان إسرائيل وليس اليوم فقط ليقين مفجِّرين أن استرجاعَ الحقِ لا يتم بالاتفاقات المبرمة داخل أفخم الفنادق العربية أو الغربية مع المعروف عنهم منذ القِدم نقضهم لكل العهود جراء تحايلهم الدائم  المنحوس ، على كل قويمة أساسها العدل لمجريات الأحداث مهما كانت بالحكمة والمنطق المُوَفَّق يسوس ، بل استرجاع الحق يتم بالكفاح مهما كان صعباً مؤلماً الخوض في معتركه بجسامة التضحيات المُقدَّمة البالغة حدوداً لا تُطاق بفقدان أعز النفوس ، لكن نهاية ذاك الجهد الجبَّار نصر منزوع من جذور عدوٍ أقامها بالبهتان على أرض ليس أرضه ليبقى علامة تُجسِّم ما يسجله التاريخ للأجيال القادمة  أن للأصل أصل أصيل لن تغيره جشاعة الدخلاء بقدر ما يتغيرون   بسبب ما يُفرزه مِن إرادات لا تُرَى ولا تُدَرَّس في الجامعات لكنها خلايا تتكاثر تلقائياً لتسمو على مَن يضايقونها في عالمها الطيب الشريف لإدراكهم المُسبق أنهم الدخلاء عن سوء نيَّة طمعاً في الاستحواذ على أشياء ليس من حقهم الاستيلاء عليها ولو في حلم غيبوبته تنقلب عليهم في اليقظة لأفزع كابوس .

أدركت الولايات المتحدة أنها ظالمة ومن عقود منطقة شرقية مسلمة عربية ، لم ترى منها إلا الخير وتقديم ما ترجمته رخاء وثراء على شعبها عكس إسرائيل التي بقدر ما سلبت ميزانياتها بشتى الطرق لتتوسع وكيانها المصطنع كما تشاء وترضى ، بقدر ما ورطتها في حروب جانبية ما كانت الولايات المتحدة في حاجة لخوضها بالمرة ، لذا وبالمقارنة الصادقة كان العرب نِعماً وسلاما على أمريكا بخلاف إسرائيل الناشرة ويلا ت الفتن المؤدية دوما إلى إحراجها كأكبر دولة تقدماً في العالم راعية الديمقراطية ، لتصبح أول ظالمة لشعوب متطلعة للعيش في مأمن من النزاعات والخوف والمرض وأحيانا الجوع . لقد فطنت أمريكا أن قوتها لا تساوي شيئا مقارنة لما أصابها في لوس أنجليس مدخلا لعقاب ألاهي قد يشملها جملة وتفصيلا أن لم تكف عن ما تدعيه من قدرتها على بسط الطغيان بإحراق الأبرياء من عباد الله أكانوا أطفالاً أو عجزة نساء حوامل أو رجالا عزلا كما فعلت من وراء الستار مرات وأخرى مباشرة في غزة وقبلها في العراق وبعدها في سوريا ، وقائمة مثل الاعتداء السافر المطلق على حقوق الضعفاء من البشر منشورة بين الأرض  السماء ، مسلَّط عليها ريح لا تعبأ بطائرات إطفاء مهما بلغت أعدادها ، مسخرة بمقدار يلائم حجم تحذير في بساطته الشديدة يقارب أمريكا لحقيقة ما ملكت لن تملك قيد أقل من أقل ذرة من عظمة ما يمكن أن يُسلَّطَ عليها في رمشة عين لتصبح خبرا بعد يقين  .

... الولايات المتحدة الأمريكية دولة عظمى وفي ذلك ليست الوحيدة فالصين تطل بثقلها الدولي من خلال سنوات قليلة قادمة لتكون في نقس المستوى ،  وروسيا لو لم تعطلها الحرب مع أوكرانيا ، ودول أخرى فلي الطريق إذ المستقبل مفعم بالمتغيرات ، وليس منها من تطمع فيما حرمته الأعراف والمواثيق وبالتالي القوانين الدولية غير الولايات المتحدة الأمريكية ، من خلال ما عبر عنه رئيسها انطلاقا من العشرين في هذا الشهر ، بالرغبة في إلحاق كندا كولاية 51 عاصمتها واشنطن ، وهذا مسُّ صريح بسيادة كندا وتفسير غير ودي لبداية تفكير في تدَخُّل غير سليم في حياة واستقرار هذه الدولة الحاملة مشعل أمل ملايين الشباب عبر العالم للانتقال إليها (متى سُمِح لهم) بحثاً عن مستقبل أفضل ، في بلد خلقه الباري سبحانه ليكون جنة فوق الأرض . كان على الولايات المتحدة الأمريكية أن تقنع بما لديها وتبعد شعوب ولاياتها الخمسين من شوائب صراعات وتطاحن لا مبرر له سوى الانشغال بما قد يسبب الانحدار لمتاهات لا مفرَّ من نهايتها غير الايجابية ، مثل الاتجاه إن خاضت الإدارة الأمريكية  معتركه غير المتوقَع لدى عقلاء الدول ستكون قد مست به التاج البريطاني من جهة ، وأيقظت ما حفره تاريخ العلاقات الأمريكية الفرنسية في مراحل لا زالت مسيطرة على حيز من ذاكرة الفرنسيين غير المتأثرة  بالتقادم ، ما يفسر غضب أوربا بجناحيها المملكة المتحدة وفرنسا إحدى قادة الاتحاد الأوربي البارزين ، فالأفضل  أن تهتم مثل الإدارة بما يزكيها رائدة للديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية عبر العالم وحق الدول في العيش بسلام وطمأنينة داخل حدود معترف بها وليس العكس . 

مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنس – أستراليا

سفير السلام العالمي

لبنان أقل من وطن

  لبنان أقل من وطن مدريد : مصطفى منيغ الدولة حيِّز جغرافي حدوده معترف بها دوليا يقيم داخله عدد من الناس ارتبطوا به لكثير أسباب، منذ أز...